الخميس، 5 يونيو 2008

المواطنة تعني في الوجدان كلمة وطن

المواطنة تعني في الوجدان كلمة وطن
كلما جاء الحديث علي ذكر الطائفية او حدث ما يعكر صفو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.خرج علينا البابا شنودة ممسكا بيد شيخ الازهر.بعدها تبدأ الاحتفالات والموالد ويأتي الجميع علي موائد الطعام الممتدة.ثم ينفض السامر بعدها.ويأتي دور الاعلام الذي يهاجم الفئة الضالة من المحرضين علي قطع اواصر العلاقة المتينة بين المصريين.ولا بأس من المزيد من الاغاني التي تتغني في الوحدة بين طرفي الامة.وهذا امر جميل ومحمود.ولكن هذا يأتي بعد ان نناقش المشكلة ان كانت هناك ثمة مشكلة باسلوب علمي.وان نترك للمتخصصين تحديد هذا وسبل علاجه.اما القول بان كله تمام وليس هناك ابدع مما كان.هذا يؤجل المشاكل ولا يحلها.والاخطر من ذلك انه يفاقمها. بحيث تصبح فيما بعد مستعصية علي الحل.وان كان لي كقاريء عادي ان اري ان هناك مشكلة كبيرة بين المصريين.تتمثل هذة المشكلة في النظر للعقيدة التي يؤمن بها اغلبية الشعب المصري.ومن ثم تنعكس هذة المشكلة علي الحالة الاجتماعية للمصريين كافة.اما اسباب هذة المشكلة فهي كثيرة.اخطرها علي الاطلاق كما اعتقد.في الحكم الديكتاتوري وسياسته التي عالج بها هذة المشكلة. ان كان قد عالجها بالفعل.وظني انه اججها بدلا من ان يعالجها.وجعلها كمسمار جحا. يستدعيه حين الطلب.فان حوصر النظام بالمشاكل او الازمات التي لا يستطيع الفكاك منها.يستدعي علي الفور هذة المشكلة من مكمنها.لانه يعلم جيدا انها قائمة.وانها ذات منفعة هامه له ولوجوده.وخاصة في المشكلة الاخيرة.حتي لو سلمنا جدلا بان النظام ليس له ضلع باي شكل من الاشكال فيما حدث.وان كانت هناك ثمة ملاحظات قال بها الكتاب والمفكرون. ولكنها لم تبني علي سند واقعي او شكل مادي ملموس.ولكن باليقين النظام استغل المشكلة اسوأ استغلال كعادته دائما وابدا.نفس الاسلوب في استدعاء المشكلة الذي اتقنه نظام الرئيس مبارك.ثم انه يتعمد دائما ان يجعل هناك حالة استفزاز وفرز بين المصريين.بحيث لا تنطلق مواقفهم علي اسس المواطنة التي يتشدق بها ولا ينفذها علي الارض.مما افرز حالة من الطائفية التي لم ينج منها حتي النخبة من المصريين.حتي لو كانت العاطفة نفسها التي يلعب عليها النظام.هي ايضا التي تحفظ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.والسبب الاخر لهذة المشكلة اننا مجتمع عاطفي وليس مجتمع عقلاني.وعلي مستوي العقل الجمعي نقاد باسلوب العاطفة.برغم اننا في المجالات العلمية والمهنية قد نتفوق علي غيرنا من الاقران.ووجب علينا ان ننظر الي مشاكلنا بالمزيد من العقلانية.ويحضرني هنا ما كتبه استاذنا زكي نجيب محمود اسأل الله له الرحمة.في كتابه مجتمع جديد او كارثة.حينما تحدث عن الناشر الانجليزي الذي طلب من مائة عالم وباحث ومفكر واديب في عشرينات القرن الماضي.بان يتعاونوا علي اخراخ عدة كتب. تصور ما سوف يكون عليه حياة الناس وحياة الانجليز بصفة خاصة بعد خمسين عام.وبعد ان انقضت الخمسين عام. قام احد هؤلاء الاشخاص. بوضع تقييم لما قاموا بتصوره في شتي مجالات الحياة. ادب وفلسفة وفلك وفيزياء وكيمياء الخ.واتضح له ان نسبة الاخطاء كانت بسيطة. لما تصوره هؤلاء العلماء والادباء.وانهم قد حددوا تاريج صعود الانسان علي القمر بدقة قريبة من تاريخه الحقيقي.وايضا توقعوا انهيار الاقتصاد والامبراطورية البريطانية. وتوقعات اخري عديدة في جل العلوم المختلفة.اقول هذا لان العلماء والمفكرين هم قطار التقدم في اي بلد.بهم تتقدم الامم ويعلو شأنها.وان كان لنا خير في علمائنا. اتمني ان يخرجوا لنا بتصور لمشاكلنا. ومدي الازمة التي نعيشها وحدودها وتوقعاتهم حيالها.ومن ثم ما هي سبل معالجتها.وان كان يخشون الصدام مع النظام.فليكن كل ذلك باسلوب علمي يجنبهم مخاطر الصدام مع النظام..مثله مثل اي بحث آخر.مجرد مجموعة من العلماء والمفكرين والباحثين والادباء.يخرجون بتصور عام لما نحن فيه. باسلوب علمي ومدي خطورة وضعنا او سهولته.وكيف السبيل للخروج مما نحن. والوصول الي التقدم الذي وصل اليه الاخرين.الذين لا يملكون تلك العقول والامكانيات التي نملكها.ويلقوا حينها بالكرة في ملعب الساسة.ومن ثم الي ملعب عامة المصريين.فهل نري ذلك يوما ما

ليست هناك تعليقات: