الجمعة، 13 يونيو 2008

باسم الله الذي نعبده جميعا

باسم الله الذي نعبده جميعا
هكذا تحدث وزير العدل السيد ممدوح مرعي تحت قبة البرلمان المصري.وما ان قال الرجل جملته تلك.حتي قام المجلس ونوابه من الاخوان بالصياح والرفض.ولست هنا ادافع عن وزير العدل.لانني اراه شخصا اتي خصيصا لاداء مهمة واحدة.وهي التنكيل بالقضاة ووأد اي محاولة منهم للاصلاح.كتلك التي ارقت مضجع السيد الرئيس ورموز حكمه.بيد ان الرجل لم يقل قولا منكرا.وايضا لم يكن مطلوبا منه ان يتلو آيات من الذكر الحكيم علي نواب الاخوان.الرجل يتحدث تحت قبة البرلمان.هذة المؤسسة المسئولة عن تشريع القوانين للشعب المصري.وهو واقف كمسئول امام مؤسسة سياسية للمحاسبة امامها.اذا قوله باسم الله الذي نعبده لا اري فيه ما يستدعي كل ما حدث.امر هذا غريب بالفعل.فهل هناك افضل من ان يكون الله سبحانه وتعالي معبودا من جميع الخلق.وهل هناك افضل من التلفظ بتلك الكلمات الطيبات.اللهم إلا ان كان يظن نواب الاخوان ان السيد ممدوح مرعي سوف يتلو عليهم بعضا من آيات القرآن الكريم.لذلك اعتقد ان ثورتهم قد قامت لان الرجل لم يبدأ بباسم الله الرحمن الرحيم.هذا يعود بنا الي العلاقة بين الدين والسياسة مرة اخري.اذ ان الدين ليس في حاجة الي السياسة.ولكن الدين يمكن له ان يصب في رافد السياسة.بما يجعل حياة الناس افضل واكمل.ولكن السياسي لا يمكن له ان يكون رجل دين.اما رجل الدين يمكن له ان يكون سياسيا احيانا.بمعني ان السياسي حتي لو كانت لديه خلفية دينية.يجب ان يبلور هذة الخلفية في افضل وسيلة تكون نافعة للناس.اما رجل الدين فمن حقه نقد اي شيء في السياسة طالما انحرفت عن مسارها. وادت الي المزيد من العناء في حياة الناس.وهو يتحدث بخلفيته الدينية الصريحة.لان الدين يحوي كل ما عداه من المجالات الاخري.وهنا نقف علي مشكلة كبيرة للجماعات الاسلامية عامة.وهي انهم يدخلون باب السياسة.وهم لا يأخذون في الاعتبار.ان هناك قرون عديدة قد مضت.تغير خلالها مفهوم الدولة عن ذي قبل.وان التطور والتغير يقتضي منهم البحث عن مفهوم جديد للدولة الحديثة.وانهم لا يعيشون في هذة الدولة بمفردهم.فقد جمعت الدولة الان الكثير من العقائد والافكار لم يكن العالم علي اطلاع عليها.وان توجس جزء من النسيج المصري له ما يبرره. لاسيما ان كان هذا نهجكم وتفكيركم حيال مفهوم الدولة.فهذا الجزء له الحق في الاعتقاد ان الوطن ملك للجميع دون استثناء.وانه بدون هذا الاعتقاد سوف يكون مردوده عكسي وسلبي واحيانا يمكن ان يكون ضارا بالدولة.لان الدولة في عصرنا هذا كما اعتقد هي بناء يشارك الجميع فيه.شرط ان يوقن الجميع انهم ملاك لها. لهم نفس النصيب بلا زيادة او نقصان.لذلك لا استغرب ان يلجأ جزء من الوطن الي التقوقع حول نفسه.واعتبار الجزء الآخر الذي يريد ان يملك الوطن بصك الدين هو العدو احيانا.وهذا يفرز ردود فعل عنيفة متوالية من الجانبين.ويوم ان يري هذا الجزء افعالا تشي بان الوطن ملك له. كما هو ملك لجزءه الآخر.يومها سوف تنتهي متاعبنا او مشاكلنا الطائفية.وهذا بظني يعود كما يقول استاذنا يحيي الجمل. علي من يريد ان يملك البلد بصك الدين.لماذا. لانه يعتقد ان الدين يقول له ذلك.بل هو يؤمن بانه ان لم يمتلك الدولة بصك الدين فهذا حرام. واخرون يعتبرون هذا كفر فيهدرون دماء الجميع.اذا لماذا نلوم علي الرئيس مبارك ان اعتبر ان الدولة حق اصيل له.اين هو الفرق بين ان يعتبر جزء من الوطن ان الدولة ملكه. وبين الرئيس الذي يعتقد ان الدولة ملكه.والحقيقة ان الدولة ملك من يعيشون فيها بالتراضي والحب والتعاضد.ثم نبني جميعا علي هذا الاساس القوي المتين.ويقينا سوف يكون بناء مثاليا لو عرف كل منا حقه وواجبه

هناك تعليق واحد:

david santos يقول...

I loved this post and this blog. Happy day.