الثلاثاء، 4 مارس 2008

والمحاور ما العنها

والمحاور ما العنها
كتبت تلك الخاطرة فور مطالعتي مقالة السيدة الفاضلة جيلان جبر بجريدة المصري اليوم والتي كتبتها تحت عنوان عجائب الدنيا الخمس.وان كنت اختلف مع السيدة الفاضلة في جل ما قالته. ولست ادعي هنا ان ما اقوله هو الصواب وان ما تقوله السيدة جيلان جبر هو الخطأ. بيد انني اتفق معها في ثمة امر واحد, وهو, انه هناك بالفعل ثمة محاور في كل القضايا التي تخص منطقتنا العربية. وهذا يرتبط بذهني بقول السيد بوش ان من ليس معنا فهو ضدنا. وان اردت ان تسقط هذا القول علي جل القضايا العالمية فليس ثمة حرج في ذلك.ولتأخذ مثلا قضية الارهاب او هاجس الارهاب الذي ينتاب العالم باسره هذة الايام.فقد انقسم العالم في هذة القضية الي قسمين.الاول يأخذ برأي امريكا واسرائيل وهو ان الارهاب في جزء كبير منه هو فعل من المسلمين المتطرفين.وعلي هذا الاساس انضمت اطراف اخري عديدة الي هذا التفسير الاعرج.منها مثلا اوروبا وجل الحكام العرب, وبعض دول اسيا, وروسيا التي تخشي من جانب, الانفصاليون في الشيشان, ومن جانب آخر, هي لا تريد ان تكون مجرد تابع للمارد الامريكي بعد ان كانت ند وخصم رأسا برأس.وعلي الطرف الاخر ستجد هذا المحور الذي تتزعمه ايران وسوريا. وهو رأي يقول في ملخصه. ان الارهاب انما هو منبعه اسرائيل وما تفعله في فلسطين, واطلاق يد امريكا في العالم كي تفعل ما تشاء وما يحلو لها.ووافق وانضم لهذا الفكر حزب الله في لبنان ومنظمة حماس في فلسطين.وعلي هذا التقسيم تدار جل المشاكل الكبري التي باتت تزعج سكان العالم.وان كنت لا استطيع ان ادعي ان ايا من المحورين هو خير خالص او هو شر محض.وفي الوسط يقف بعض العقلاء الذين يعلمون ان هذا التقسيم الارعن قد جر خلفه عدة حروب مدمرة مستنكرة.فحرب في افغانستان واخري في العراق ثم عرقلة امكانية قيام تسوية عادلة في فلسطين.ويعلمون ايضا ان استمرار هذا التقسيم لابد وان يقود العالم ومنطقتنا العربية الي حروب اخري جديدة.واعتقد ان ميزان القوة الذي اصبح يميل بشدة لصالح حلف امريكا اسرائيل. قد اقلق تلك القوي الاخري.والتي تنظر بشيء من التوجس لتلك الاحداث المتسارعة في العالم.واعتقد انه يقلقها ايضا ان ينتهي هذا الامر بنصر ساحق لامريكا واسرائيل.اذ يصبح حينها العالم كله تحت رحمة الامبراطورية الامريكية الجديدة.وهي لا تنظر للامر مثلنا نظرة عاطفية في الغالب.ولكن يحركها مصالحها الخاصة وخريطة العالم في السنوات القليلة القادمة.لذلك لست استبعد ان تلك القوي تقوم بعمل توازن ما قدر المستطاع بين المحورين.وان حرب جديدة ضد ايران كما يعتقد البعض اظنه امر صعب ان لم يكن في حكم المستحيل في الوقت الحالي.اللهم إلا ان بلغ الغرور والحماقة بامريكا واسرائيل الاقدام علي هذا الفعل الذي لا يعلم غير الله وحده سبحانه وتعالي مدي عواقبه.تعلم امريكا ذلك. وايران اظنها هي الاخري تعلم هذا الامر.ولكن لا بأس من اللعب في ملاعب وثيقة الصلة بهذا الطرف او ذاك.لذلك جاءت ضربة السيد مغنية ثم تبعتها المحرقة التي اقدمت عليها اسرائيل في غزة.ثم استتبع ذلك استقدام المدمرة كول الامريكية الي سواحل لبنان.وهي رسالة الي المحور الآخر فيها استعراض للقوة لعدم قيامه برد فعل علي هذة الضربات المتتالية من جانب امريكا واسرائيل.ولان مقتل مغنية اصاب محور ايران وسوريا في مقتل.وان كنت اعتقد ان ضربات اخري لابد قادمة من هنا او هناك.او ربما تعود الامور الي المربع صفر ومن ثم الي الهدوء المتحفز.ولكني استبعد قيام محور (امريكا, اسرائيل, اوروبا,الحكام العرب) بالاقدام علي ضرب ايران.فهذا بظني امر فوق طاقة امريكا نفسها في الوقت الحالي وبهذة الرقعة من الكرة الارضية.واعتقد ان امريكا تعرف ان للعبة حدود وكذا ايران ومحورها يعلمون هذا جيدا.لان عصر امريكي خالص لم يأتي بعد. وان اتي فلن يأتي إلا علي جماجم كثير من البشر.حتي وان ظهر علي السطح للعيان. ان امريكا هي الحاكم الناهي لهذا العالم

ليست هناك تعليقات: