السبت، 15 مارس 2008

انا والفرعون رأسا برأس

انا والفرعون رأسا برأس
سؤال طالما يلح علي ذهني منذ تفتحت عيناي علي الحياة في بلادي وربما لم يشغل بالي من قبل. ولكن ما ان تعرف نفسك وتعرف انك خليفة الله في ارضه. لابد لك حينها ان كنت تعتقد ان لهذا الكون خالق عظيم بالفعل. يسير هذا الكون بتقدير عليم. اقول لابد لك وان تسأل نفسك هذا السؤال. وهو هل يأتي اليوم الذي تتساوي فيه الرؤوس؟قامت ثورة يوليو لتحقيق هذة الامنية التي كافح المصريون من اجلها طويلا.وظهر في الافق نجم ساطع اسمه عبد الناصر. وعقدت عليه الامال لكي يصبح الحلم حقيقة واقعة يعيشها المصريون.بيد ان ناصر انتصر لنفسه ولامجاده ولم ينتصر لحلم ملايين المصريين.مع اقرارنا ان عبد الناصر كانت لديه مباديء عاش ومات عليها.ولكنه باليقين لم يكن من ضمنها تحقيق حلم الشعب في تساوي الرؤوس.وجاء السادات بتركة مثقلة بالاخطاء. وكانت الفرصة مواتية له لتحقيق حلم الشعب.خاصة ان الظروف كانت مناسبة من اجل تحقيق انتصار علي العدو الغاشم.ولكن السادات ايضا لم يراهن علي ذلك.وان زاد في غلوه عن سلفه. حينما اعتقد ان نصر اكتوبر انما هو في حقيقته من صنع يده.فنسب لنفسه او هكذا اوهم نفسه ان هذا النصر العظيم. انما يعود الفضل فيه. له وحده دون شريك.خاصة ان علمنا ان معظم ملوك ورؤساء مصر هم فراعين. وان أية نصر ينسب لهم وحدهم. وان كل هزيمة انما هي من فعل شعوبهم.وهكذا اراد السادات ان يزداد مجده اكثر واكثر.فكان ما خطر علي باله من معاهدة للسلام وزيارة اسرائيل. واعتقد ان السادات لم يكن يريد تمكينا لاسرائيل. بقدر ما اراد صنع مجدا تليدا لنفسه.ولكن غيره من المصريين. استقبل هذا المجد او الفعل. علي عكس ما توهم السادات رحمه الله.فكان ما حدث من اغتيال للرجل علي يد شعبه.ثم اتي مبارك رئيسا بتركة محملة بخطايا لا حصر لها.ولم يكن امام الرجل سوي خيارين.الاول ان يحارب من اجل تصحيح خطايا من سبقه. واعتقد ان الرجل قد بدأ بذلك. ولست اعلم ماذا حدث بعدها. ولكن الواقع بعد ما يزيد عن ربع اثبت ان الرجل قد اختار الطريق الآخر. وهو عدم الوقوف ضد التيار والسير معه الي حيثما يكون المصير.وتراكمات الخطايا وبعدنا كثيرا عن هدف الثورة الاول. وهو ان تتساوي الرؤوس. او بمعني اخر.تحقيق ديمقراطية يصبح فيها العبد الفقير الي ربه بكر حسن. او غيره من بسطاء المصريين. هم والرئيس مبارك سواء بسواء.وقد يزيد من عجبك عزيزي. ان علمت ان جل هذا الشعب من المصريين هم اصحاب اديان.وان ما اتي به الانبياء اول ما اتوا. كي يخلصوا البشر من عبودية بعضهم بعض. ليكونوا احرارا في تقرير مصيرهم.اذا الحرية هي من اتي بها محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم. والحرية ايضا هي من اتي بها عيسي بن مريم عليه السلام.ومن يحلم ان نتساوي بالغرب فهم واهم. ومن يعتقد بزوال اسرائيل فهم واهم. ومن يمني النفس بتقدم كبير لبلد عربي علي اسس متينة قوية فهم واهم.ذلك ان لم نكون علي قدر من المساواة مع هذا الغربي وهذا الاسرائيلي.بمعني آخر ان نكون احرار كما خلقنا الله.وكما اراد لنا كي نعمر ارضه ونعبده علي حق.والحرية ليست ترفا وليست لهوا.بل هي حق اولي وازلي لجميع الناس علي اختلافهم.ثم هي مسئولية لجميع الناس. لكي يكونوا افضل واكمل من يومهم السابق وفي غدهم اللاحق.وهل تعتقدون ان تأخرنا ليس بجرم او ذنب عند الله.اعتقد ان تأخرنا وتخلفنا لهو ذنب عظيم. لا يقل بحال عن ذنب تارك الصلاة والصيام.فان كان تارك الصلاة او الصيام يأثم فاعله.بيد ان تأخر وتخلف الامة عن غيرها من الامم. يؤثم امما وشعوبا عربية مسلمة.لانه يعطي الفرصة لغيرهم من الامم كي يتكالبوا عليهم. ويفرضوا منهجا غير منهج الحق علي تلك الامم ولو كانت مؤمنة.فهل احلم بان اصبح انا ومبارك رأسا برأس.ام ان هذة محض كوابيس ستظل تطاردني الي قدر

ليست هناك تعليقات: